حواء
وقد اخذ قاضي محكمة السماء قسطا من الراحة
وعاد الى كرسيه المربع
وامر الحاجب بضرب المطرقة صارخا
محكمة
اقف هنا لاقول
سيدي القاضي
كنت لتلك المخلوقة عونا وملاذا من كل سوء قد يصيبها
كنت لتلك المدعوة حواء كما الام الحانية
كما الاب الخائف على ابنه الصغير
كنت لها محبا
ولا يخفيك لهفة المحب سيدي القاضي
لا يخفيك لهفة عاشق قد عشق حروف محبوبته
لتقف امامي وبكل جرأة
معلنة رحيلها
هل لي سوى شكواها
فلن اقدر على اصابتها بسوء
فبيوم كانت دما يسري بعروقي
بيوم كانت قلبا ينبض في حنايا صدري
كانت بين ضلوعي
كنت ادعوها قائلا
مولاتي
واذا بها تريدني عبدا حبشيا
ليس بحبها
بل تريدني خادما راكعا تحت قدميها
فلم ولن يكون
عذرا منك حواء
فانا اشكوك هنا لسيدي
قاضي محكمة السماء
الامر هنا متروك لك سيدي القاضي
وانا كما كل البشر امام القانون سواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق