مدينة أشباح
هكذا باتت مدينة كنت اسكنها
كانت تسمى مدينة الحب
كانت ذات منازل ملونة بألوان زاهية
وأشجارها خضراء
وشوارعها مليئة بالورود
وتغطي بساتينها الفراشات الملونة
ليأتي يوم عاصف بريح عاتية
ودون سابق إنذار
وزلزل أرضها زلزال مدمر
حرق الزرع والشجر
هدم البيوت وفجر الحجر
واشتعلت النار بكل الاركان
هنا كان بيتي
كان لونه وردي
كان فيه شجرة زيتون خضراء
وياسمينة
كان فرشه احمر
ونوافذه بلون التركواز
وفي حديقته جورية حمراء
عبق أريجها يعبئ المكان
هدم البيت
واخترقت الزيتونة
وغارت الجورية تحت الأنقاد
وبقي من الياسمينة غصن جريح
ليس عليه أي وردة زاهية
بل أوراق مصفرة شاحبة
لم يعد بالمدينة طيور كنار مغردة
بل لا اسمع إلا نعيق الغربان نهارا
ونق بومة عمياء لونها رمادي ليلا
وتبدلت شحرانها بخفافيش تجوب الشوارع
وتستقر بأسقف البيوت المحترقة
ولم يبفى إلا شجرة واحدة
على مدخل المدينة
تبكي فراق أشجار كانت تؤنس وحدتها
وتنعى عصافير كانت تزقزق فوقها
فقد تبدلت الى غراب يسكنها
وهنا تبدلت مدينة الحب التي كنت اسكنها
وباتت مدينة أشباح