الخميس، 26 ديسمبر 2013

دروب شائكة




دروب شائكة

عندما كنت صغيرا اداعب الفراشات في ساحة المنزل

كانت امي تراقبني بهدوء

تدعو لي بكلمات لم اكن افهمها في ذلك الحين

تبدأ باتمنى لك ...... وتنتهي بآمين

كانت تقول في وسط الدعاء كلمات كثيرة

لا اذكرها جميعها الان

ولكن اذكر البعض منها

فما زال صوت امي يداعب الاذان

دروب شائكة

هاتين الكلمتين .........

كانت ترددها امي بين الحين والحين

ومرت بي السنون

وكبرت وترعرعت

وتقلبت بي الازمان والسنين

كنت عندما اجد نفسي في ضيقة ابتسم

واذكر كلمتي امي واقول

علها كانت تقول

سهل الله دربك صغيري عبر السنين

وابعد عنك الدروب الشائكة كل حين

وامضي بثقة عمياء

فقد رافقتني امي بذلك الدعاء

اعتدت ان اصل الى ما اريد

واردد كلمات امي كل حين

وابتسامتي تزيدني ثقة بالمضي

لاصل هدفي المعهود

لم انسى بيوم كلمتا امي لي

ومضيت عبر السنين

تعرفت بالكثيرين من الادميين

وعرفت معنى الصدق والصادقين

ولا انكر انه مر بي اناس منافقين

يقولون ما لا يفعلون

ولكني ما زلت امضي بثقة ذلك الطفل

الذي كان يناظر ابتسامة امه من حين الى حين

وكاني اداعب الفراشات الملونة

على زهرات الاقحوان

وهي تمضي طائرة من اقحوانة الى اخرى

وانا كما القط اراكضها مبتسم

الى ان وصلت بكبري حد اللامعقول

فوجدت تلك الدروب الشائكة امامي في كل مكان

لكن الاشواك بها زادتني ثقة وايمان

انني سأصل بيوم الى بر الامان

وامضي وامضي

بسفينة بلا شراع خضت بحور الدنيا

كان شراعها دعاء امي والابتسام

بالنهار اكن اصطاد فرحا

الى ان يحين الظلام

فاقف امام وجه القمر

فيغطيه الغمام

لا انكر انه حينها يوجس قلبي خيفة

الا انني اغمض العيون

واحلم بفجر جديد بلا غيوم

وابتسم كما طفل ما زال بين ذراعي امه الحنون

ليطلع فجر جديد

بشمس بالافق تلوح وحرها مع الوقت يزيد

فانظر الى الامام

لاجد جزيرة الامل

فاجدف بكل قوتي وازيد

واصل شاطئ مليئ بالورود

وبسمة امي ترافقني

وكذلك قلب تلك الحواء التي اريد

فانزل مرساة سفينتي بهدوء

واداعب رمل الشاطئ بقدماي الحافية فاجد به الدفئ

انظر للخلف الى سفينتي من اخشاب ودسر من حديد

وانظر البحر وامتداده البعيد

فارى ابتسامة سيدة الوجود

تداعب امواج البحر العتيد

وانظر للامام

فاجد تلك الحواء ترتدي لي الجديد

تمد يديها الي من بعيد

وتردد بهدوء

اقترب سيدي

فاني انتظرك منذ خلق الوجود

نورس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق